#سيف وسيف // بقلم الشاعر محمود محمد مرعي
سيف وسيف والضحية مسلم
وجميعهم في الحتف حين تقدموا
وعلى ربا جبل عصي واقف
خصم الحنيفة شامتا يتبسم
كُلا يُمد من السلاح وينتشي
لمّا تفجر من ينابيعٍ دم
والكعبة الغراء أرخت دمعها
فالكل صلوا بالمقام وسلموا
وتكاد تنطق وهي صخر جامد
من هول ما قد راعها من أنتمو
الله حرم في الكتاب قتالكم
ولكم جزاء خالدين جهنم
طول المعارك والحروب هدية
يهدى بها ذاك العدو المجرم
أهديتموه ضياعنا وحياتنا
والموت والأسقام ما يهديكمو
بلدناكم كالنار تأكل نفسها
ووقودها المرمي فيها كنتمو
أوطاننا صارت صراطا تحته
للناس إن مروا هناك جهنم
مر الغني به كريح مسرعا
وضعافها من صهجها لم يسلموا
لم نشرب الشهباء إلا أنهم
صنفان منها للورى قد قدموا
سكر الغني بماله وبلهوه
وفقيرنا بخطوبه يتألم
فرعون فوق العرش حين أشار أن
يؤتى بكل مفوه يتكلم
والسامري بكل أرض صنعه
يلهي العيون عن الهداة فنحجم
والصدق والصديق قد هربا كما
هربت بما وضعت قديما مريم
في الغار لو نظروا ضياء محمد
لم يخمدوا بالمكر مهما أقدموا
محمود محمد مرعي
تعليقات
إرسال تعليق