ايها الصلعان بقلم الشاعر رشيد هاشم
أيُّها الصُّلعانُ أحيوا البدعا . . . وازرعوا الصحراء أَخْفوا الصلَعا
فإذا ما خانَكُمْ شَعْرٌ مضى . . . فأروهُ العلْمَ ماذا اخترعا
و أعيدوا بهجة قد رحلتْ . . . وأروا الناس شبابا رجعا
أمتِعوا النفسَ بما يُسعدها . . . فحياةُ المرء أنْ يَستَمتِعا
إن تمكنت بأنْ تزرعَها . . . لا أرى الحكمةَ أنْ تَمتَنِعا
خابَ مَن يَخضعُ مِن ضُرٍّ بهِ . . . فعلى العاقلِ أنْ لا يَخْضَعا
إنَّما الأموالُ فيما نَفَعَتْ . . . وحَرِيٌّ بكَ أنْ تَنتفِعا
ربَّ شخصٍ باخلٍ عن نَفسهِ . . . لا ترى النفسُ به مُتَّسَعا
ضيقِ الإنفاقِ فيما احتاجَهُ . . . لا يَظنُّ العارَ فيما صنعا
انما المال لكي تنفقَهُ . . . بالذي يبقيك شخصاً أروعا
***
وإذا لمْ تَستطِعْ زرعاً لها . . . لا تكُنْ مُنزعِجاً أو جَزِعا
ليس في الصَّلعَةِ عيبٌ أبداً . . . وجميلٌ صَلْعَةٌ أنْ تَلْمَعا
كم أرى مكتئباً مِن صلعةٍ . . . وهْي كالبدرِ إذا ما طَلعا
فجميلُ الأمرِ ما أنتَ بهِ . . . وقبيحٌ إنْ يكُنْ مُصْطَنَعا
ربّما الإنسانُ في مُعتقَدٍ . . . قد يراهُ الناسُ فيه انخَدعا
حينما يحسبُهُ منقصةً . . . ويراهُ الناسُ فيهِ وَرِعا
ربَّ شخصٍ أوهَمتْهُ فكرةٌ . . . فمضى يسعى لها مُندفِعا
ومِنَ الأجدرِ أنْ يَنظُرها . . . نظرةَ الموقنِ في أنْ تَقعا
لا بأنْ يُسرعَ في الأمرِ فإنْ . . . مَسَّهُ الضُّرُّ شكا أو هَلعا
كم أمورٍ لو تأنَّيتَ بها . . . لرأيتَ الوهْمَ عنكَ انقشَعا
وبَصُرتَ الأمرَ في جوهرهِ . . . ليس كالأمرِ الذي قد سُمعا
لا ينالُ المرءُ إلا ما سعى . . . ومِن السّعيِ بأنْ يطَّلعا
باحثاً في كلِّ علمٍ نافعٍ . . . لا بأنْ يجلسَ أو يضطَجعا
---
شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي
23/6/2019
تعليقات
إرسال تعليق